السبت، 9 ديسمبر 2017

رسالة إلى محبط ..


نعم لم ننجح عبر عقود في تحرير فلسطين، نعم لم ننجح في استعمال السلاح ولا السلام،
لأننا فقط لم نخلص النية. ففينا من خان، وفينا من تخاذل وفينا من أصيب بجنون العظمة
حتى أحبط ضعيف الإيمان بالقضية وأصبح يستهزئ من تحرك شعبي وصراخ الجماهير الرافضة لكل أشكال الإستعمار
يستهزئ من كلمات وأغنية تشحذ الهمم وترفع العزائم
لا يقدر حق قدر رسم كاريكاتوري ولا لوحة راقصة ولا مشهد مسرحي يذكر بالقضية
يسخر من تحرك افتراضي على الأنترنات كما سخر منه سنة 2011
لن ألومك إذا سمعت سياسيا يركب على الحدث وينتهز الفرصة لرفع راية حزبه أو يشوه خصومه أو يزايد عليهم فذاك الذي لم يخلص النية
لن ألومك إذا قرأت بيان حزب مرخص له يجاهر بمطالبته بالتطبيع الكامل، فذاك الذي خان
لن ألومك إذا رأيت جليس مقهى تمر من أمامه مسيرات الرفض وهو يحتسي قهوته ويدخن سيجارته غير مبال فذاك الذي تخاذل
لن ألومك إذا أشغلت جميع أحاسيسك للتعرف على القائد الهمام الذي ينسب لنفسه قضية الأمة، فذاك الذي أصيب بجنون العظمة
أيها المحبط، إذا رضيت بوضعك فلا تأثر في غيرك بسلبيتك، ففيهم ابنك القائد الذي ستفتخر به إذا مسح عار الحكام وكتب صفحات جديدة من التاريخ بماء من ذهب في يوم يمكن أن تعيشه
أيها المحبط، إذا كنا نتلقى الدروس النظرية بين أسوار المدارس والجامعات فالتطبيقية منها نمارسها على الميدان، وهذه فرصة أخرى لنعلم ونذكر أبناءنا أن هذا علم فلسطين وأن الأقصى أقصانا ونشير معا إلى نفس العدو.
أيها المحبط، هذه فرصة لننبه أن بني صهيون يتوسعون في الأرض وينتهكون العرض وإذا لم نتوحد فإن ابنك سيعيش ذليلا مستعــــمَــــرا في وطنه، هذا إن أرادوا أن يرحموا ضعفه واختاروا له حياة الذل.
أيها المحبط، إذا اخترت الدعاء والتضرع لله كأضعف الإيمان فلا تحبط العزائم واشحذ الهمم وتذكر أن التحرر يأتي بالمقاومة المسلحة وبالمفاوضات
أيها المحبط أخلص النية ولا تخن ولا تتخاذل فستنجب العظيم
واختر له اسم العظيم ابن العظيم .. عوضا عن العظيم ابن المحبط


أحمد بوعوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق